تعتبر أشجار البن كغيرها من أشجار الفاكهة المستديمة الخضرة حساسة جدا للعوامل البيئية التي تزرع فيها . وتحتاج أشجار البن إلى ظروف خاصة لتنمو فيها حيث من المعروف ان جودة محصول البن مرتبطة ارتباط وثيق بالظروف البيئية المحيطة بها سواء من درجة حرارة أو ارتفاع عن سطح البحر وضوء …….الخ .
فأشجار البن اليمني لا تزرع الا في المناطق المرتفعة من 800 متر – 2200 متر فوق سطح البحر ، حيث تزداد جودة المحصول بزيادة ارتفاع المنطقة المزروعة فيها .
كما يمكن لأشجار البن أن تنمو في مدي واسع ومتباين من كمية الأمطار المتساقطة سنويا ( 750 –1500 مم) . الا انها تتأثر بكمية الأمطار وتوزيعها على مدار السنة ، لذلك يجب وللحصول على محصول خضري وثمري جيد استخدام الري التكميلي في بعض المناطق التي تعاني من تذبذب في كمية الأمطار . وأن كان المزارع لا يعتمد اعتمادا كليا على الأمطار والتي لا تصل في معظم مناطق زراعته الي 400 مم في السنة (د.بامطرف – الندوة الوطنية ).
وتحتاج أشجار البن ان تنمو في درجات حرارة مرتفعة إلى معتدلة إلا أنها لا تقاوم درجات الحرارة المنخفضة وخاصة الصقيع ولقد ذكر تشاندلر 1958 ان تعرض أشجار البن للصقيع يؤدي إلى سقوط الأوراق أو الثمار وموت الأشجار .
تزرع أشجار البن بجميع أنواعها وأصنافها تحت ظل أشجار كبيرة أخرى ، وتتأثر جودة محصول البن بالتظليل خصوصا في المناطق ذات الإشعاع الشمسي العالي مثل اليمن . وتزرع أشجار البن عادة تحت أشجار المانجو والطنب . (تشاندلر 1958) .
وتفضل أشجار البن الترب العميقة التي تحتوي على كميات مناسبة من العناصر الغذائية خصوصا البوتاسيوم ، ذات حموضة معتدلة (PH ) 6 – 7 . وتحتوي كذلك على كميات عالية من المواد العضوية لإنتاج محصول عالي الجودة . ( إبراهيم – 1995 ) .
ونلاحظ مما سبق أن ما تحتاجه أشجار البن من ظروف بيئية مناسبة لنموها قد توافرت وبشكل جيد في مناطق زراعتها في الجمهورية اليمنية . إلا أن التغيرات البيئية الحاصلة على مستوي الكرة الأرضية ، من ارتفاع لدرجة حرارة الأرض وتذبذب كميات ومواعيد الأمطار وغيرها من التغيرات المناخية كان لها دورا في عملية تدهور زراعة البن بالإضافة إلى العديد من العوامل التي نذكرها في المقال القادم، والي نبين فيه معوقات زراعة البن في الجمهورية اليمنية